هذه بعض نصائح .. الشيخ حبيب الكاظمي للخشوع في الصلاة و اتمنى من الجميع الاستفادة
أولا: اتخاذ خلوة.. فقد أُمرنا بأن نتخذ أماكن معينة للصلاة في بيوتنا، حيث لا يكون فيها ما يشغلنا أثناء الصلاة.
ثانيا: الصلاة في أول الوقت.. إن الصلاة أول الوقت، لا تقاس بالصلاة في آخر الوقت.. فعندما يقول المؤذن: حي على خير العمل!.. أي عجّل!.. وأنت بانشغالك بأي عمل لا ضرورة له، كأنك تقول: صلاتك ليست هي خير العمل، بل عملي هو خير من صلاتك!.. فالإنسان قد يقول لك شيئا، ولكن في مقام العمل يخالف مقالته، فلسان الحال أقوى من لسان المقال.
ثالثا: الصلاة في المسجد.. وفي جماعة من المسلمين، إذ لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد.
رابعا: التدرج في الدخول في بحر الصلاة.. إن هناك مقدمات للدخول في الصلاة: تبدأ من ماء الوضوء -حيث أن هناك أدعية تقال عند غسل كل عضو أثناء الوضوء- ثم الأذان، والإقامة، ثم الدعاء، ثم التريث، ثم التكبيرات الافتتاحية السبع.. فلو راعى الإنسان هذه المقدمات، فإنه عندئذ قطعا سيؤدي صلاة خاشعة بين يدي الله تعالى.. ولو أنه يقف قبل التكبير، ويستحضر الأدعية المختلفة، مثل: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين * َلاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، يا له من دعاء مؤثر!.. أي يا نفس، أنت واقفة بين يدي من فطر السموات الأرض، من ذراتها إلى مجراتها.. ألا يستحق ذلك شيئا من التوقف والتأمل!..
خامسا: المشارطة والمعاتبة.. قبل البدء بالصلاة، عليك أن تشترط على نفسك الإقبال خطوة خطوة.
سادسا: التدارك والتعويض.. فإذا فاتك الخشوع في الركوع الأول، لا تيأس ولا تقل: أنا الغريق فما خوفي من البلل؟.. ففي كل مرحلة من مراحل الصلاة، يمكنك تدارك الخطأ، والتعويض ولو في المراحل الأخيرة من الصلاة، فـ{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. فإذا تذكرت أنك كنت ساهيا لاهيا في السجدة الأخيرة من صلاتك، فأطل السجود، وأكثر من الأدعية، ولو كانت مخترعة، تذللا بين يدي الله عز وجل.. وإذا فاتك الخشوع في الصلاة، فعقّب تعقيبا بليغا مؤثرا.. وسبّح تسبيح الزهراء كما ينبغي، أي كبّر تكبير المكبرين.. واحمد الله عز وجل حمد الحامدين، مستذكرا لنعمه عليك.. وسبّح الله تسبيح العارفين.. فلو كانت هناك هدية أثمن من هذه الهدية في العرش، لقدمها الرسول لابنته فاطمة عندما طلبت منه خادمة.
سابعا: صلاة المودع.. عليك عندما تصلي صلاة العشاء، أن تصليها صلاة المودع، لأنك ستنام بعد قليل، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. وطالما مات أناس موتا حقيقيا عند نومهم.. لذا فعندما تصلي صلاة العشاء صلِّ صلاة مودع، وافترض أنها آخر صلاة في حياتك، فعليك أن تتقن صلاة التوديع بين يدي الله عز وجل.