| كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
روح الحسين مدير
عدد الرسائل : 19 العمر : 50 الموقع : https://abdal-sham.ahlamontada.com/ تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الثلاثاء يناير 15, 2008 9:30 pm | |
| [size=18]الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليه السلام إلمامة سريعة بحياة الإمام أبي عبدالله الحسين بن أمير المؤمنين عليهما السلام، سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، وخامس أصحاب الكساء، والمنزه عن الرجس بنص القرآن الكريم: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً }، فهو عليه السلام صورة للخلق المحمدي، والكمال العلوي، ومجمع الفضائل والمكارم، والمثل العليا، وسيد أباة الضيم، ومنه تعلم الناس الإباء، وبموقفه يوم عاشوراء أعطى الأمة الإسلامية درساً عملياً في مجابهة الظالمين، والوقوف في وجه العتاة الكافرين. إن الإنسانية في تاريخها الطويل لم تشهد موقفاً كموقف سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، ولم تعرف الكرة الأرضية من يوم دحوها رجلاً قابل ببضعة عشر رجلاً من أهل بيته، ونيف وسبعين من أصحابه الألوف من أعدائه: بـجـحافـل بـالـطف أولــهـا وأخـيــرهـا بـالـشـام مـتصـل إن يوماً واحداً من أيام الحسين عليه السلام - يوم عاشوراء- كبّرت له الدنيا، وخشعت له الإنسانية، وأشغل العالم بأسره أحسـين فيما أنت قد حملته أشغلت فكر العالمين جميعهـا هذا وكل أيام الحسين عليه السلام خالدة، وكل أدوار حياته مجيدة، واستشهاده عليه السلام قبس منير، ومشعل وضاء، ينيران لنا الدرب، ويستصرخان ضمير المسلمين للسير في الطريق الذي رسمه أبو الشهداء و الأحرار. هو ثالث أئمة أهل البيت الطاهر عليهم السلام، وثاني السبطين سيدي شباب أهل الجنة، وريحانتي المصطفى، وأحد الخمسة أصحاب الكساء وسيد الشهداء.
مولده ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في سنة ثلاث أو أربع من الهجرة وكانت مدة حمله ستة أشهر. ولما ولد جيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً وعق عنه بكبش وأمر فاطمة أن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره فضة كما فعلت بأخيه الحسن فامتثلت ما أمرها به. كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة. نشأ في ظل جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته.
شهادته قتل عليه السلام شهيداً في كربلاء من أرض العراق عاشر المحرم سنة 61 من الهجرة بعد الظهر مظلوماً ظمآن صابراً محتسباً. وكان عمره عليه السلام يوم قتل 56 سنة. عاش منها مع جده رسول الله صلىالله عليه وآله ست سنين أو سبع سنين وشهوراً، وقال المفيد سبع سنين ومع أبيه أمير المؤمنين 37 سنة. ومع أبيه بعد وفاة جده صلىالله عليه وآله30 سنة إلا أشهراً ومع أخيه الحسن 47 سنة، ومع أخيه بعد وفاة أبيه نحو عشر سنين، وبقي بعد وفاة أخيه الحسن عليه السلام إلى وقت مقتله عشر سنين. لازم أباه أمير المؤمنين عليه السلام وحضر مدرسته الكبرى ما يناهز ربع قرن. إشترك في حروب ثلاث مع أبيه: الجمل، صفين، النهروان.
إمامته عاش عليه السلام مع جده ست سنين وأشهراً وقد كمل عمره خمس سنين ومدة خلافته خمس سنين وأشهر في آخر ملك معاوية وأول ملك يزيد.
نقش خاتمه في الفصول المهمة: لكل أجل كتاب، وفي الوافي وغيره عن الصادق عليه السلام: حسبي الله، وعن الرضا عليه السلام: أن الله بالغ أمره، ولعله كان له عدة خواتيم هذه نقوشها. شاعـره: يحيى بن الحكم وجماعة. بوابه: أسعد الهجري.
ألقابه وأما ألقابه عليه السلام فكثيرة: الرشيد والطيب والوفي والسيد والزكي والمبارك والتابع لمرضاة الله والسبط وسيد شباب أهل الجنة والدليل على ذات الله تعالى والشهيد والمظلوم الشهيد السعيد وأفضل ثقات الله والثاري بنفسه لله والمنتقم من أعداء الله وأجل الأسر والإمام المظلوم والأسير المحروم والقتيل المرجوم والإمام الشهيد والولي الرشيد والوصي السديد والطريد الفريد وذو النسب العلي والإمام الرضي وأبو عبدالله الحسين ومنبع الأمة وشافع الأمة وعبرة كل مؤمن ومؤمنة وأطيب العرق وصاحب المحنة الكبرى والواقعة العظمى وعبرة المؤمنين في دار البلوى ومن كان بالإمامة أحق وأولى والمقتول بكربلاء وابن علي المرتضى وزين المجتهدين وسراج المتوكلين ومفخر أئمة المهتدين وبضعة كبد سيد المرسلين ونورالعترة الفاطمية وسراج الأنساب العلوية وشرف غرس الأحساب الرضوية والمقتول بأيدي شر البرية وطالب الثأر يوم الصراط وأكرم العتر وأزهر البدر ومعظم مكرم موقر منظف مظهر وأجمل الخلق وأطيب العرق ومجتبى الملك الغالب والحسين بن علي بن أبي طالب. وكنيته : أبوعبدالله ، والخاص: أبوعلي.
كرمه دخل الحسين عليه السلام على أسامة بن زيد وهو مريضٌ وهو يقول واغمّاه فقال وما غمّك قال دَيْـني وهو ستون ألف درهم فقال هو عليّ قال إني أخشى أن أموت قبل أن يُقضى، قال لن تموت حتىّ أقضيها عنك فقضاها قبل موته. ولما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين عليه السلام فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له إنه شاعرٌ فاسقٌ فقال إنّ خير مالك ما وقيت به عرضك، وقد أثاب رسول الله صلىالله عليه وآله كعب بن زهير وقال في العبّاس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنّ سائلاً خرج يتخطّى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب وأنشا يقول: لم يخب اليوم من رجاك ومن حرّك من خلف بابك الحلقة، فأنت ذو الجود أنت معدنه أبوك قد كان قاتل الفسقة وكان الحسين واقفاً يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فأجابه لبّيك يا ابن رسول الله صلىالله عليه وآله قال ما تبقى معك من نفقتنا ؟ قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتى من هو أحقّ بها منهم فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابيّ وأنشا يقول: خذها فإني إليك معتذرٌ واعلم بأني عليك ذو شفقة لو كان في سيرنا الغداة عصاً كانت سماناً عليك مندفقة لكن ريب الزّمان ذو نكد والكفّ منا قليلة النفقة. فأخذها الأعرابيّ وولى وهو يقول: مطهّرون نقيّاتٌ جيوبهم تجري الصّلاة عليهم أينما ذكروا وأنتم أنتم الأعلون عندكم علم الكتاب وما جاءت به السّوَر من لم يكن علوياً حين تنسبه فما له في جميع الناس مُفتخر. وفي تحَف العقول: جاءه رجلٌ من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان عليّ خمسمائة دينار وقد ألحّ بي فكلمه أن ينظرني إلى ميسرة فلمّا قرأ الحسين عليه السلام الرّقعة دخل إلى منزله فأخرج صرّة فيها ألف دينار وقال له: أمّا خمسمائة فاقض بها دينك وأمّا خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مروءة أوحسب، فأمّا ذو الدّين فيصون دينه، وأمّا ذو المروءة فإنّه يستحيي لمروءته، وأمّا ذو الحسب فيعلم أنّك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك. رأفته بالفقراء والمساكين وإحسانه إليهم وجد على ظهره عليه السلام يوم الطّف أثر فسئل زين العابدين عليه السلام عن ذلك فقال هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
تواضعه مرّ عليه السلام بمساكين وهم يأكلون كسراً على كساء فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم وقال لولا أنه صدقة لأكلت معكم، ثم قال قوموا إلى منزلي فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنه عليه السلام مرّ بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا الغداء فنزل وقال إنّ الله لا يحبّ المتكبّرين فتغذى ثم قال لهم قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فمضى بهم إلى منزله وقال للرّباب خادمته أخرجي ما كنت تدّخرين.
حلمه جنى غلام له جناية توجب العقاب فأمر بضربه فقال يا مولاي والكاظمين الغيظ قال خلّوا عنه ، فقال يا مولاي والعافين عن الناس قال قد عفوت عنك، قال يا مولاي والله يحب المحسنين قال أنت حرّ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك.
فصاحته و بلاغته ربي الحسين عليه السلام بين رسول الله صلىالله عليه وآله، أفصح من نطق بالضّاد، وأمير المؤمنين عليه السلام، الذي كان كلامه بعد كلام النبي صلىالله عليه وآله فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، وفاطمة الزهراء التي تفرغ عن لسان أبيها صلىالله عليه وآله، فلا غرو إن كان أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء وهو الذي كان يخطب يوم عاشوراء وقد اشتدّ الخطب وعظم البلاء وضاق الأمر وترادفت الأهوال فلم يزعزعه ذلك ولا اضطرب ولا تغيّر وخطب في جموع أهل الكوفة بجنان قويّ وقلب ثابت ولسان طلق ينحدر منه الكلام كالسّيل فلم يسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه وهو الذي قال فيه عدوّه وخصمه في ذلك اليوم: ويلكم كلموه فإنه إبن أبيه والله لو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حصر.
شجاعته أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشّجعان وبطولة الأبطال وفروسيّة الفرسان من مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة، فهو الذي دعا النّاس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وإن كانت الرّجالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنّهم الجراد المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح ، قاتل راجلاً قتال الفارس الشّجاع يتّقي الرّمية ويفترص العورة. ويشدّ على الشّجعان وهو يقول: أعليّ تجتمعون، وهوالذي جبن الشّجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة حين بدر خولي ليحتزّ رأسه فضعف وأرعد. وفي ذلك يقول السيد حيدر الحلي: عفيراً متى عاينته الكماة يختطّف الرّعب ألوانها فما أجلّت الحرب عن مثله قتيلاً يجبن شجعانها وهو الذي صبر على طعن الرّماح وضرب السّيوف ورمي السّهام حتى صارت السّهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم و في جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف. - بايع لأخيه الحسن عليه السلام بعد مقتل أبيه أمير المؤمنين عليه السلام سنة 40 هـ، وبلغ به الإحترام لمقام الإمامة والأخوة ما ذكره الطبرسي عن الإمام الصادق عليه السلام: ما مشى الحسين بين يدي الحسن عليه السلام قطّ ولا بدره بمنطق إذا اجتمعا تعظيماً له. - عاش بعد أخيه الحسن عليه السلام عشر سنين كان فيها الإمام المفترض الطّاعة - على رأي طائفة عظيمة من المسلمين - وسبط الرسول صلى عليه الله عليه وآله، وريحانته وثاني الثقلين اللذين خلّفهما صلى الله عليه وآله في الأمة - الكتاب والعترة - وسيّد شباب أهل الجنة بإجماع المسلمين. - خرج من المدينة بأهله وصحبه متوجهاً إلى مكة ممتنعاً عن بيعة يزيد وكان خروجه ليلة الأحد ليومين بقيا من شهر رجب سنة 60 هـ، وهو يتلو قوله تعالى: { فخرج منها خائفاً يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين } - دخل مكة ثلاث مضين من شعبان سنة 60 هـ، وهو يتلو قوله تعالى: { ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } - وافته كتب أهل الكوفة ووفودهم بالبيعة والطّاعة حتى اجتمع عنده إثنا عشر ألف كتاب. - أرسل من مكة إبن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيراً وممثّلاً. - بلغه أنّ يزيد بن معاوية أرسل إليه من يغتاله ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة. - خرج من مكة في اليوم الثّامن من شهر ذي الحجّة - يوم التّروية - سنة 60 هـ، بعد أن خطب فيها معلناً دعوته. - دخل العراق في طريقه إلى الكوفة ولازمه مبعوث إبن زياد - الحرّ بن يزيد الرّياحيّ - حتى أورده كربلاء. - وصل كربلاء في اليوم الثّاني من المحرّم سنة 61 هـ. - وما أن حطّ رحله بكربلاء حتى أخذت جيوش إبن زياد تتلاحق حتى بلغت ثلاثون ألفاً. - أُستشهد هو وأهل بيته وأصحابه في اليوم العاشر من المحرّم سنة 61 هـ. - حُمل رأسه الشريف إلى الكوفة في ليلة الحادي عشر من المحرّم. - حُملت عائلته من كربلاء في اليوم الحادي عشر وجئ بهم إلى الكوفة سباياً، ثم حملوا منها إلى الشّام. - دفنه إبنه زين العابدين عليه السلام في اليوم الثّالث عشر من المحرم في كربلاء. - أول من زاره الصحابيّ الكبير جابر بن عبدالله الأنصاريّ في العشرين من شهر صفر سنة 61 هـ، كما زاره في هذا اليوم إبنه زين العابدين عليه السلام مع باقي العائلة وذلك في طريقهم إلى المدينة بعد أن طيف بهم في الكوفة والشّام. - قبره في كربلاء ينافس السماء علواً وازدهاراً، عليه قبة ذهبية ترى من عشرات الأميال، ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته، والصّلاة في حرمه، والدّعاء عند رأسه الشريف.
أهـل بيته أما أهل بيته من أبنائه وأخواته وبني أخيه وبني عمّه فكانوا خيرة أهل الأرض وفاءً وإباء وشجاعة وإقداما وعلو همم وشرف نفوس وكرم طباع، أبوا أن يفارقوه وقد أذن لهم وفدوه بنفوسهم بذلوا دونه مهجهم وقالوا له لما أذن لهم بالانصراف: ولم نفعل ذلك لبقي لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا، ولما قال لبني عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم، اذهبوا فقد أذنت لكم، قالوا: سبحان الله!فما يقول الناس لنا، وما نقول لهم إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل، ولكنا نفديك بأنفسنا وأحوالنا أموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك، فقتلوا جميعا بين يديه مقبلين غير مدبرين، وهو الذي كان يقول لهم ، و قد حمي الوطيس واحمر البأس مبتهجا بأعمالهم: صبرا يا بني عمومتي صبراً يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.فلله درهم من عصبة رفعوا منا الفخر ولبسوا ثياب العز غير مشاركين فيها وتجلببوا جلباب الوفاء، وضمخوا أعوام الدهر بعاطر ثنائهم ونشروا راية المجد والشرف تخفق فوق رءوسهم، وجلوا جيد الزمان بأفعالهم الجميلة، وأمسى ذكرهم حيا مدى الأحقاب والدهور مالئا المشارق والمغارب ونقشوا على صفحات الأيام سطور مدح لا تمحى وإن طال العهد وعاد سنا أنوارهم يمحو دجى الظلمات ويعلو نور الشمس والكواكب.
أصحابه وأما أصحابه فكانوا خيرأصحاب فارقوا الأهل والأحباب وجاهدوا دونه جهاد الأبطال وتقدموا مسرعين إلى ميدان القتال قائلين له أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا يضاحك بعضهم بعضا قلة مبالاة بالموت وسرورا بما يصيرون إليه من النعيم، ولما أذن لهم في الانصراف أبوا وأقسموا بالله لا يخلونه أبدا ولا ينصرفون عنه قائلين أنحن نخلي عنك وقد أحاط بك هذا العدو وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك، وبعضهم يقول لا والله لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك أو أموت معك و بعضهم يقول والله لو علمت إني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك وبعضهم يقول والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ألف مرة وأن الله يدفع بذلك القتل عنك و عن أهل بيتك وبعضهم يقول أكلتني السباع حيا إن فارقتك ولم يدعو أن يصل إليه أذى وهم في الأحياء ومنهم من جعل نفسه كالترس له ما زال يرمي بالسهام حتى سقط وأبدوا يوم عاشوراء من الشجاعة والبسالة ما لم ير مثله فأخذت خيلهم تحمل وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته. ومن أصحابه عليه السلام عبدالله بن يقطر رضيعه وكان رسوله رمي به من أعلى القصر بالكوفة وأنس بن الحارث الكاهلي وأسعد الشامي وعمرو بن ضبيعة ورميث بن عمرو وزيد بن معقل وعبدالله بن عبدربه الخزرجي وسيف بن مالك وشبيب بن عبدالله النهشلي وضرغامة ين مالك وعقبة بن سمعان وعبدالله بن سليمان والمنهال بن عمرو الأسدي والحجاج بن مالك وبشر بن غالب و عمران بن عبدالله الخزاعي.
زوجاته وأما زوجاته عليهن رضوان الله تعالى؛ ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي أم علي الأكبر، وشهربانويه (شاه زنان) بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس أم السجاد وعلي الأوسط، الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي أم محمد وعبدالله، وقضاعية أم جعفر وأم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي، أم فاطمة رضوان الله عليهن جميعا لما لهن من مآثر بعد مقتله.
أولاده وأما أبناؤه عليه السلام علي الأكبر الشهيد وعلي الإمام وهو علي الأوسط وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد من الرباب وجعفر، وبناته سكينة بنت أم الرباب وفاطمة وزينب ورقية، وأعقب الحسين عليه السلام من إبن واحد وهو زين العابدين وإبنتين عليهم رضوان الله تعالى، وفي (كشف الغمة) قيل: كان له عليه السلام ست بنين وثلاث بنات علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء والإمام زين العابدين وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة وقال الحافظ عبدالعزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ستة منهم أربعة ذكور وإبنتان كما مذكور آنفا وقال الزهري: ما رأيت هاشميا أفضل منه.
خاتمة المطاف جدير بالأمة الإسلامية اليوم أن تجعل من حياة الإمام الحسين عليه السلام وبقية أئمة أهل البيت عليهم السلام علما تسير على هداه، وطريقاً تترسمه في سيرها الجهادي الطويل، ليعود لواء الإسلام خفاقاً من جديد على أرجاء المعمورة، وينادي بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في كل قطر من أقطار المعمورة. { ويظهره على الدين كله ولو كره المشركون } | |
|
| |
روح الحسين مدير
عدد الرسائل : 19 العمر : 50 الموقع : https://abdal-sham.ahlamontada.com/ تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: رد: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الثلاثاء يناير 15, 2008 9:50 pm | |
| | |
|
| |
روح الحسين مدير
عدد الرسائل : 19 العمر : 50 الموقع : https://abdal-sham.ahlamontada.com/ تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الثلاثاء يناير 15, 2008 9:54 pm | |
| حلّ الحسين (ع) في مهبط الوحي ومدينة السلام مكة المكرمة، فنزل في دار العباس بن عبد المطلب. سرى نبأ قدوم الحسين (ع) إلى مكة وانتشر خبر خروجه من المدينة ورفضه لبيعة الطاغية يزيد، وبدأت الوفود والرسائل تفد عليه من أرجاء شتى، وبدأ يبعث بالكتب والرسل ويدعو للثورة وإسقاط سلطة يزيد وخلع بيعته التي أخذها بالقهر والإرهاب والرشاوي، وبدأ التكتل وعقدت الإجتماعات في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، واستبشرت الجماهير بتحرك الحسين (ع) وكان من آثار هذا التحرك أن دبت روح الثورة في العراق مركز الحركة السياسية الموالية لأهل البيت آنذاك. فقد اجتمع زعماء المعارضة من أنصار الحسين (ع) في الكوفة في بيت سلمان بن صرد الخزاعي واستعرضوا الأوضاع السياسية والإجتماعية وموت الطاغية معاوية بن أبي سفيان وانتقال السلطة إلى الطاغية يزيد. وقرروا نصرة الحسين (ع) والإنضواء تحت قيادته وإعلان الولاء له، فقام سلمان بن صرد الخزاغي فألقى خطاباً في الحاضرين قال فيه:- إن معاوية قد هلك وإن حسينا قد تقبض (أي اشمأز وامتنع عن البيعة)، على القوم بيعته وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه وتقتلوا أنفسكم دونه، فاكتبوا إليه وأعلموه، وإن خفتم الفشل والوهن فلا تغروا الرجل في نفسه، قالوا لا بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه، قال اكتبوا إليه فكتبوا إليه:- بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك فإننا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها وغصبها فيئها وتآمر عليها بغير رضى منها.. إلى آخر الكتاب. وسيروا الكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال، واستمرت الكتب والرسائل تتوارد على الحسين (ع) وصيحات الإستغاثة تنطلق: (ليس علينا إمام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق والهدى وفي رسائل أخرى (إن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل العجل). وبعد كل المعلومات التي توفرت لدى الحسين (ع) أصبح العراق هو البلد المرشح للإنطلاق وإعلان الثورة وقيام دولة الإسلام الراشدة. إنطلق الركب يوم الثامن من ذي الحجة ومضى الحسين (ع) لا يلوي على شئ، فقلبه يحوم حول مصرعه في أرض الميعاد وقطاره يستحث الخطى نحو سرادق الشهادة. واصل المسير وفي نفسه شوق وتطلع لمعرفة الأوضاع السياسية وطبيعة الرأي العام في العراق، فصادفه الشاعر المعروف (الفرزدق) في موضع (الصفاح) فسأله الحسين ( ع) وطلب منه أن يصور له الأوضاع التي خلفها وراءه فوصفها الفرزدق بقوله:-( قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء)، فقال الحسين (ع) صدقت، لله الأمر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوى سريرته). سرى نبأ مسير الحسين (ع) فاضطرب الموقف الأموي وشعرت السلطات بالخوف من انقلاب سياسي يطيح بعرش الطاغية يزيد، فتناهى الخبر إلى عبيد الله بن زياد وهو والي يزيد على الكوفة، فأعد جنده ورجاله ووضع خطة لقطع الطريق أمام الحسين (ع) والحيلولة دون وصوله إلى الكوفة، فبعث مدير شرطته الحصين بن نمير التميمي وكلفه بتنفيذ المهمة، فاختار الحصين موقعاً استرا تيجياً يسيطر على طريق مرور الحسين (ع)، فنزل في (القادسية) واتخذها مقراً لقيادته، ونظم خطاً عسكرياً يمتد من القادسية حتى (خفان)، وآخر يمتد إلى (قطقطانة)، ومد انتشار هذه القوات حتى جبل (لعلع). أما الحسين (ع) ما زال مجداً في السير، تطوي ظعائنه أبعاد الفلاة ويواصل الزحف نحو العراق حتى بلغ موضعاً يسمى (الحاجر)، ومن هناك كتب كتاباً إلى أهل الكوفة يشحذ فيه هممهم ويحثهم على الثبات والمواجهة ويعلمهم بمسيره وقدومه. طوى الحسين (ع) وأوفد قيس بن مسهر الصيداوي لهذه المهمة، فانطلق نحو الكوفة يحمل كتاب الحسين (ع) ويبشرهم بقدوم القائد المغوار، إلا أنه وقع أسيراً بيد قوات الحصين المنتشرة في القادسية، فنقل إلى عبد الله بن زياد. طلب منه أن يصعد المنبر ويسب الحسين (ع) وكان جريئاً وبطولته نادرة، فصعد المنبر وحث الناس على نصرة الحسين (ع)، ولعن بن زياد وآبائه واستغفر لعلي فاستشاط ابن زياد غضباً وطلب من جلاوزته أن يصعدورا به إلى أعلى القصر ويرموه إلى الأرض. وألقي به من فوق قصر الامارة وتقطع جسده الطاهر واستشهد رضوان الله عليه. ووصل خبر أسر الرسول واستشهاده للحسين (ع) في موضع يدعى (زبالة). وهكذا راحت تتوارد على الحسين (ع) أنباء الإنتكاسة وتلوح له بوادر الإنعطاف الخطير، وشعر بالخذلان ونقض العهود. إستقر الحسين (ع) تلك اليلة في منطقه يقال لها (زبالة)، وهو ينعي مسلم وهاني وعبد الله بن بقطر، ويقلب الأمور في مستقبل الحركة ومصير الأمة. وحين أذن الصباح بالإفصاح تحركت القافلة الحسينية وواصل المسير ماراً (ببطن العقبة) عبر مسالك الصحراء الوعرة والمستقبل البهيم يرتسم أمامه والثقة بالله تملأ جوانحه، وتابع المسير حتى بلغ موقع يقال له (شراف)، وفي الطريق فوجئ الحسين (ع) وأصحابه مع قلة العدد وعدم التهيأ للقتال وانكشاف الأرض بهذا الجيش الكثيف الزاحف نحوهم من القادسية، فاستشار أصحابه وسألهم أما لنا ملجأ نلجأ إليه في ظهورنا ونستقبل القوم بوجه واحد؟ فأ شاروا عليه بالإتجاه إلى جبل (ذوحسم) والتحصن به. فاتجه الحسين (ع) هو وأصحابه إلى الجبل، وعسكر العدو المتشكل من ألف مقاتل يزحف نحوهم بسرعة وبقيادة الحر بن يزيد الرياحي، فراح الحر يضايق الحسين (ع) ويسابقه لاحتلال الموقع الإستراتيجي من الجبل فسبقه الحسين (ع) إلى الموقع وأمر بخيامه فضربت. كان الوقت ظهراً والحر شديداً وجيش الحر يكتوي بحر الظهيرة وخيوله تلهث من العطش ورجاله تتلوى من الضمأ، نظرالحسين (ع) إليهم بأخلاق النبوة التي عامل بها رسول الله (ص) أهل مكة يوم الفتح والنصر، وبروح العطف التي تربى عليها في بيت الإمامة فحنى على هذا الجيش الذي جاء لمحاصرته بقلبه الكبير وشملهم بشعوره الإنساني النبيل وأمر أصحابه بسقي الخيل والرجال بل وشارك هو بنفسه بتقديم الماء وإرواء بعض العطاشى المتلهفين. كان وقت صلاة الظهر قد حان وآن للحسين (ع) أن يعرج بصلاته إلى الملكوت الأعلى، ما أن انتهى المؤذن حتى قام الحسين خطيباً بين المعسكرين موضحاً للحر والجند الذين كانوا معه رأيه ومبادئه، ثم طالبهم بالوفاء بالعهود والمواثيق وذكر لهم الكتب والرسل التي أرسلوها إليه فسكت الجميع ولم يردوا على الخطاب. يئس الحر من الحسين (ع) وتنحى عنه فسار الحسين (ع) حتى انتهى إلى (غذيب الهجانات) ثم استمر حتى وصل إلى موقع (قصر بني مقاتل) فنزل به، وفي ساعة متأخرة من الليل أمر فتيانه بالتزود بالماء والبدء بالرحيل وامتطى الحسين (ع) جواده وقد أخذ السهر والإعياء منه مأخذاً فغشيه النوم لحظة ثم انتبه وهو يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين)، فقال له إبنه علي بن الحسين (ع) مم حمدت الله واسترجعت؟ فقال: يا بني إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرسه وهو يقول: (القوم يسيرون والمنايا تصير اليهم). واخترقت خيوط النور إهاب الليل البهيم وبدأ وجه الصباح الملئ بالأسرار والمفاجآت حتى انتهى إلى موقع يدعى ( نينوى). | |
|
| |
روح الحسين مدير
عدد الرسائل : 19 العمر : 50 الموقع : https://abdal-sham.ahlamontada.com/ تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| |
| |
روح الحسين مدير
عدد الرسائل : 19 العمر : 50 الموقع : https://abdal-sham.ahlamontada.com/ تاريخ التسجيل : 07/01/2008
| موضوع: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الثلاثاء يناير 15, 2008 10:33 pm | |
| | |
|
| |
ابو ميثم فلسطين مدير
عدد الرسائل : 278 تاريخ التسجيل : 06/01/2008
| موضوع: رد: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الثلاثاء يناير 15, 2008 10:40 pm | |
| بارك الله بك اخي الكريم روح الحسين على موضوعك الجميل بارك الله بيك و بقلمك | |
|
| |
مقام ابراهيم عضو
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الخميس يناير 17, 2008 1:55 am | |
| ا
اللهم صلِ على محمد وآل محمد هذه صورة كربلاء قد نحتها التاريخ بتفاصيل دقيقة ،، صور الاخلاق و القيم المثلى و الاباء دروس تاريخية عظيمة لتجعل من كربلاء مدرسة الاجيال ،،تحمل بين طيات ترابها قبس من نور الاطهار سلام الله عليهم
اشكرك اخي روح الحسين على المجهود المبارك ،، سلمت يداك بارك الله فيك ،، دمت في حفظ الباري // اختكم
| |
|
| |
حسينية الأقصى مشرف
عدد الرسائل : 66 تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: رد: كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي الخميس مارس 27, 2008 7:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل و سلم على محمد و ال محمد
السلام على الحسين و السائرين على نهجه
شكرا لكم اخي الكريم على هذه المعلومات | |
|
| |
| كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء - سيد الشهداء الحسين بن علي | |
|