بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و ال محمد
تحاول القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال مناوراتها الأضخم تعويد نفسها وتعويد الإسرائيليين على سيناريوهات حرب مرعبة ستطال العمق الإسرائيلي بعد ان كسرت حرب تموز حصانة هذا الداخل وغيرت مسار الوعي الإسرائيلي الذي كان يخوض جيشه الحروب بينما ينعم عمق إسرائيل بالطمأنينة.
فالمناورة الأضخم الجارية الآن في كيان العدو تعكس حجم الهستيريا التي نتجت عن هزيمتها في حرب تموز. اذ بدا واضحاً مدى انكشاف العمق الاسرائيلي من خلال شمولية المناورة لكافة الاجهزة المدنية التي تعمل في حال الطوارئ والمؤسسة السياسية التي ستعمل بالتنسيق فيما بينها عبر سلطة الطوارئ العامة التي شكلت بعد حرب تموز.
كما اظهر سياق السيناريوهات التي تم التدريب عليها تعويد الإسرائيليين على نوع جديد من الحروب لم يعتد عليها هؤلاء تكون ساحتها كل الجبهة الداخلية، وتستعمل فيها أسلحة مدمرة يسقط خلالها أعداد كبيرة من الخسائر في صفوف المستوطنين في ظل اعتقاد إسرائيل بوجود خصوم اثبتوا في حرب تموز قدرتهم على اختراق حصانة العمق الإسرائيلي على مدار أيام الحرب دون أن تستطيع إسرائيل الحيلولة دون ذلك.
ويقول في هذا الاطار يؤاف ليمور المحلل العسكري في تلفزيون العدو: "الايام الاكثر دراماتيكية في المناورة هي أيام الأربعاء والخميس التي ستجري على سقوط صواريخ مع الكثير من القتلى واغلبهم من صواريخ كيماوية، أي السيناريوهات المتطرفة، وهذا رد على الكثير من المخاطر القائمة حالياً والتي رأيناها في حرب لبنان الثانية".
المناورة التي اكدت انه لم يعد العمق العربي بمفرده مفتوحاً أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية بل العمق الإسرائيلي ايضاً، وقد وضعت تدريب القيادة السياسية والعسكرية على كيفية صنع القرارات في ظل السيناريوهات الخطيرة على رأس سلم أولوياتها بعد ان فشلت هذه القيادة فشلاً ذريعاً في ادارة حرب لبنان الثانية.
ويعلق الون بن دفيد المحلل العسكري في تلفزيون العدو قائلاً: "سيجتمع الطاقم الوزاري لاتخاذ قرارات في حالات الطوارئ حيث كان الفشل الأساسي في حرب لبنان الثانية. وسيطلب من الوزراء التفكير في كيفية اتخاذ هذه القرارات وقت الطوارئ وهذه هي النقطة الأهم في هذه المناورات".
اما عامي ايالون رئيس الموساد السابق في كيان العدو: "المناورة ستكون في الأساس للقيادات كالجهات التي تضع تصورات، او التي تصنع القرارات إضافة لجهات القيادة والسيطرة، وبلدية تل ابيب والهدف هو استخلاص العبر من حرب تموز وليس الهدف أن نعلن الانتصار".
ومع دخول المناورة يومها الثاني فان التركيز سيتم الآن على اجتماع الطاقم الوزاري المصغر لاتخاذ قرارات في ظل سيناريو وقوع هجوم ضخم في إسرائيل على أن تعقد جلسة تنسيق لكافة طواقم الطوارئ.