وديع عواودة-حيفا
كشف تحقيق إسرائيلي اليوم أن قوات الاحتلال قامت بالتثبت من تصفية أربعة فلسطينيين في بيت لحم بإطلاق رصاصة على رأس كل منهم بعد إعدامهم بنيران رشاشة يوم 12 مارس/ آذار الجاري.
وأوضح تحقيق أجرته منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية استندت فيه إلى شهادات ميدانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت بيت لحم بسيارتين تحملان لوحتي أرقام فلسطينية واغتالت محمد شحادة وأحمد بلبول وعماد الكامل وعيسى مرزوق بدم بارد.
وطالبت "بتسيلم" في مذكرة رسمية سلطات الاحتلال والمستشار القضائي للحكومة بفتح ملف تحقيق بملابسات اغتيال الناشطين الفلسطينيين الأربعة ومقاضاة قائد أركان الجيش وقائد المنطقة الوسطى لتورطهما في تدبير الجريمة والتخطيط لها.
نيران رشاشة
وذكرت الناطقة باسم "بتسيلم" سريت ميخائيلي للجزيرة نت أنه سبق لمحكمة العدل العليا حظر اغتيال ناشطين فلسطينيين طالما توفرت الفرصة لاعتقالهم ومحاكمتهم، موضحة أن الجيش قام بعملية الاغتيال هذه بشكل متعمد بواسطة بنادق رشاشة وهم داخل سيارة ودون محاولة منهم للهرب أو استخدام أسلحة كانت بحوزتهم.
ويؤكد تحقيق "بتسيلم" أن ستة جنود يرتدون البزات العسكرية ويعتمرون الخوذ العسكرية قد تقدموا نحو سيارة حمراء اللون متوقفة على حافة الشارع وفتحوا نيران بنادقهم الرشاشة على راكبيها.
وأضاف أنه "في لحظة بلوغ الجيش المكان كان سائق السيارة -عماد- قد خرج منها للتو حينما ناداه أحد الجنود الذين أطلقوا النار عليه عند التفاته إليهم ثم أطلقوا نيرانا غزيرة من الخلف على الناشطين الثلاثة داخل المركبة".
جنود الاحتلال أقدموا على تصفية
الفلسطينيين داخل سيارة (الفرنسية-أرشيف)
سرقة وهدم
وعقب انتهاء إطلاق النار الذي استمر نحو دقيقة تقدم أحد الجنود ومد مسدسه ورمى الثلاثة برصاصة في رأس كل منهم للتثبت من تصفيتهم، قبل أن يتثبت من وفاة عماد الممدود على الأرض جريحا وغير مسلح فأجهز عليه برصاصة فجرت جمجمته عن بعد بضعة سنتيمترات.
وتؤكد مذكرة "بتسيلم" أن عائلة محمد شحادة المكونة من ثمانية أفراد تعرضت للتنكيل والضرب وسرقة منزلها وهدمه دون السماح لها بإنقاذ شيء من محتوياته قبل خمسة أيام من اغتياله، عقابا لها لعدم كشفها مخبأ الأب المطلوب.
وتكشف "بتسيلم" أن الجيش داهم المنزل وأجبر ولدي محمد شحادة (18 و16 عاما) بالتعري الكامل أمام شقيقاتهما وتقييدهما بالأصفاد طيلة ساعات أثناء التحقيق معهم، مضيفة أنه "حينما شكا الفتيانِ من البرد بادر الجنود بفتح النوافذ وهم يقهقهون ويهددون بقتلهما مع والدهما ووضعهما في كيس أسود".
شهود جريمة
وأدلى عدد من الشهود على الجريمة بشهاداتهم ضمن تحقيق "بتسيلم" منهم محمد خليل عبد عاهور (32 عاما) وهو سائق جرافة من بيت لحم، قال إنه كان قد دخل محلا لبيع الهواتف بجانب مسجد صلاح الدين ساعة وقوع الإعدام، تاركا زوجته وطفلهما ابن العامين في سيارته.
ويوضح أنه سمع إطلاق رصاص فور دخوله المحل فغادره مسرعا، فشاهد عن بعد خمسة أمتار أحد الجنود الملثمين يطلق رصاصة أصابت عماد في ساقه قبل مهاجمة السيارة التي يستقلها بنيران كثيفة.
بتسيلم طالبت بمقاضاة قائد أركان جيش الاحتلال بشأن الجريمة (رويترز-أرشيف)
وأشار عاهور إلى أن الرجل المسلح الذي نادى عماد قبل إصابته كان يرتدي زيا مدنيا ويؤمن الحماية للجنود وهم يمطرون السيارة المتوقفة بوابل من الرصاص.
وأضاف أن جنود الاحتلال استداروا وأطلقوا النار نحو رأس عماد الجريح وهو يصرخ حتى انتشر دماغه في الشارع، مؤكدا أن المنظر كان مفزعا.
وقال "ثم تقدم الجندي بالزي المدني المذكور نحو السيارة الحمراء وتثبت من وفاة راكبيها بإطلاق النار ثانية على رؤوسهم وأخذ سلاحهم قبل انصرافهم من المكان مسرعين".
وأشار عاهور إلى أنه فور مغادرة جنود الاحتلال المكان تقدم نحو السيارة المستهدفة وأصيب بالصدمة حينما لاحظ أن خاله عيسى مرزوق (36 عاما) من ضمن الشهداء يجلس في المقعد الخلفي نازفا وجسده ممزق.
المصدر: الجزيرة