"مقطع من طيات آلة الزمن"!
أحدهم "بصوت عالِ": حنـــان!..حنان!!.. ألا تسمعين!
حنان "بتذمر": أوووه!..نعم اسمعك..
احدهم "بتعجب": ما بالك؟!!.. الضيوف ينتظرون في الصالة وأنتِ تتأملين قسمات وجهك في المرآة ما يقارب الربع ساعة!!
حنان: سآتي على الفور..
*********
كنت أمام المرآة أنظر لنفسي.. وأقول.. شكراً لمن صنعكِ أيتها المرآة!.. لأرى جمال صورتي في كل حين!.. يا ترى كيف سأقابل الضيوف الآن؟.. ما الأجمل؟!.. أن أرفع خصلات شعري إلى الخلف.. أم أدعها تداعب وجهي..؟!
أنظر لقسمات وجهي..والغرور يحدثني لأرى نفسي الأجمل ولا أحد أجمل مني على وجه هذه الأرض.. لا أطيق الابتعاد عن هذه المرآة كلما أسمعني أحدهم إطراء على جمال وجهي وملابسي الراقية!..
أوووه.. أكره أن يقاطعني أحدهم في هذه اللحظات!.. لا بد لي أن أقابل الضيوف!.. ولكنني حتماً سأعود مجدداً.. أمام المرآة!!.
نزلت بعدها لدقائق ربما تساوت مع الفترة التي وقفت فيها امام نفسي بالقرب من المرآة..فانصرف الضيوف وقررت العودة مجدداً لغرفتي..
ولكن هناك من قاطعني عندها..
هي أمي!
أمي: وكأنكِ تعيدين الزمن بي إلى الوراء لأرى طيشي وغروري!..عجيب جداً!
انا: وماذا تقصدين؟
أمي: كانت أجمل اللحظات في حياتي هي عندما أقف امام المرآة وأتذكر أن أحدهم ألقى على مسمعي إطراء وذكَّرني بجمالي!.. ولكنني الآن أضحك على نفسي!..
المرآة هي نعمة حقاً.. ولكن عندما تقفين لترين جوهر نفسك.. وتقولي الآن أنا اقف أمام نفسي.. ولا أحد بيننا.. فقط أنا ونفسي.. لأرى من أنا وما هي عيوبي.. أرى جوهري.. وأحمد الله على مظهري.. ففي النهاية لست أنتِ من صنعتِ هذا الجمال.. وحده الله الذي أعطاكِ إياه..وأنتِ من تصنعين جمال الجوهر.. فانظري لجوهرك دائماً..
هنيئاً لمن يملك مرآة نفسه!!..
انا "بيني وبين نفسي": سرحت للحظات ثم انصرفت بخطوات هادئة..
************
^
^
^
^
إنما هو مقطع متكرر.. في كل منزل ولكل نفس!..
منقول